بصمات إسرائيل هناك.. كل ما نعرفه عن قصف مسيّرة لسفينة “أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة” - دليل الوطن

عربى بوست 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير حكومية، الجمعة 2 مايو/أيار 2025، إن سفينة تحمل مساعدات إنسانية ونشطاء متجهة إلى غزة تعرضت لقصف من طائرات مسيّرة في أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة مالطا في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة.

وأكدت حكومة مالطا بعد عملية الإنقاذ، سلامة جميع ركاب السفينة.

ونشر التحالف لقطات فيديو تُظهر حريقاً على إحدى سفنه، واسمها "كونشينس" أو "الضمير"، موجهاً أصابع الاتهام إلى إسرائيل.

وأضاف: "يجب استدعاء السفراء الإسرائيليين ومطالبتهم بتقديم إجابات بشأن انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الحصار المستمر لغزة وقصف سفينتنا المدنية في المياه الدولية".

ما هي تفاصيل الهجوم على سفينة أسطول الحرية؟

أعلنت حكومة مالطا، صباح الجمعة، أن السلطات البحرية تلقت نداء استغاثة من سفينة أسطول الحرية بعد منتصف الليل بقليل بالتوقيت المحلي، وأبلغت عن اندلاع حريق. 

وقالت الحكومة إن السفينة كانت خارج المياه الإقليمية، وعلى متنها طاقم مؤلف من 12 فرداً وأربعة مدنيين.

وذكرت أن قاطرة قريبة توجهت إلى المكان وبدأت عمليات لإخماد النيران، كما أُرسلت سفينة دورية. وأضافت أنه بعد عدة ساعات أصبحت السفينة وطاقمها بأمان، وأن الطاقم رفض الصعود إلى القاطرة.

وفي منشور في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي حول الواقعة، قال تحالف أسطول الحرية إن السفينة مهددة بالغرق، وإن على متنها 30 ناشطاً دولياً في مجال حقوق الإنسان.

وذكر تحالف أسطول الحرية، الذي يقود حملة لإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، أنه نظم تحركاً سلمياً في ظل تعتيم إعلامي لتجنب أي عمل تخريبي محتمل.

وتُظهر مواقع الملاحة البحرية أن سفينة "كونشينس" غادرت تونس، الثلاثاء 29 أبريل/نيسان الماضي. وأظهرت بيانات التتبع أنها كانت في موقعها قبالة سواحل مالطا لنحو اثنتي عشرة ساعة قبل وقوع الهجوم المزعوم صباح الجمعة. ويُذكر أن السفينة مُدرجة على أنها ترفع علم بالاو.

وقالت المنظمة في بيان أكثر تفصيلاً على موقعها الإلكتروني: "سافر متطوعون من أكثر من 21 دولة إلى مالطا للانضمام للمهمة إلى غزة، وبينهم شخصيات بارزة".

وأضافت: "في صباح اليوم المقرر للإبحار، تعرضت السفينة لهجوم. هاجمت طائرات مسيّرة مسلحة مقدمة سفينة مدنية غير مسلحة مرتين، ما تسبب في حريق وتصدع كبير في الهيكل. وأشار آخر اتصال في الصباح الباكر في الثاني من مايو/أيار إلى أن الطائرات المسيّرة لا تزال تحلق حول السفينة".

ونشرت المنظمة لقطات تم تصويرها في الظلام، وتُظهر أضواء في السماء أمام السفينة وأصوات انفجارات. كما أظهرت اللقطات اشتعال نيران بالسفينة.

ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن تحالف أسطول الحرية أن الناشطة السويدية غريتا تونبري والعقيدة المتقاعدة في الجيش الأمريكي ماري آن رايت كانتا من بين المجموعة التي كان من المتوقع أن تستقل السفينة في مالطا، لكنهما لم تكونا على متنها وقت الحريق.

وقالت تونبري إنها كانت في مالطا، وكان من المفترض أن تصعد على متن السفينة للمشاركة في تحرك أسطول الحرية الذي يهدف لدعم قطاع غزة في ظل ما يتعرض له من حصار وقصف إسرائيلي.

وأضافت وفق وكالة رويترز: "منذ شهرين الآن، لم تدخل زجاجة مياه واحدة إلى غزة، وهذا تجويع منهجي لمليوني شخص".

وتابعت أن السفينة راسية حالياً، وإن تحريكها يهدد بدخول المياه إليها.

ما هو موقف الاحتلال من الهجوم؟

التزمت إسرائيل الصمت حيال الاتهامات الموجهة لها بمهاجمة إحدى سفن أسطول الحرية بالطائرة المسيّرة.

وأفادت شبكة سي إن إن أنه تم رصد طائرة شحن من طراز "سي-130" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وهي تغادر إسرائيل في ساعة مبكرة من ظهر يوم الخميس متجهة إلى مالطا، وفقاً لموقع ADS-B Exchange لتتبع الرحلات الجوية.

وتُظهر البيانات أن طائرة "هيركوليس" لم تهبط في مطار مالطا الدولي، لكن طائرة الشحن حلّقت على ارتفاع منخفض نسبياً – أقل من 5000 قدم – فوق شرق مالطا لفترة طويلة.

وحلّقت طائرة "هيركوليس" فوق المنطقة لعدة ساعات قبل أن يتعرض أسطول الحرية، وفقاً لتحالفه، للهجوم. وتُظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية أن الطائرة عادت إلى إسرائيل بعد حوالي سبع ساعات.

ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على بيانات تتبع الرحلات الجوية.

وتصدر الهجوم عناوين وسائل الإعلام العبرية، الجمعة، إلا أن إسرائيل لم تنفِ ولم تؤكد الهجوم على السفينة.

لجنة إدارية في غزة
مناقشات لتشكيل لجنة إدارية في غزة تركز جهودها على الإغاثة والإعمار/ رويترز

ما هي أبرز ردود الفعل على الهجوم؟

أدانت منظمات حقوقية دولية وفلسطينية الهجوم الذي طال سفينة أسطول الحرية.
ووصفت حركة حماس ما أسمته بـ"هجوم جيش الاحتلال" على سفينة أسطول الحرية في المياه الدولية بأنه "جريمة قرصنة وإرهاب دولة، تستدعي إدانة وتدخلاً دولياً عاجلاً".

وثمّنت الحركة في بيان جهود طاقم السفينة، وجهود كل ناشطي كسر الحصار والعدوان عن غزة حول العالم.

وطالبت الحركة كل دول العالم بإدانة هذه الجريمة، ودعت مؤسسات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، إلى التدخل لوقف انتهاكات الاحتلال، وإلزامه بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية.

وكتبت فرانسيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية، على منصة "إكس": "حالة طوارئ: تلقيتُ نداء استغاثة من ركاب أسطول الحرية، الذي يحمل مواد غذائية وأدوية أساسية لسكان غزة الجائعين. أدعو الجهات المعنية، بما فيها السلطات البحرية، إلى دعم السفينة وطاقمها حسب الحاجة. وأثق بأن الجهات المختصة ستتثبت من الحقائق وتتدخل على النحو المناسب".

ما هو تحالف أسطول الحرية؟

تحالف أسطول الحرية هو شبكة دولية من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين الذين يعملون على إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة وتسليم المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

ووفقاً لموقعه الإلكتروني، تتمثل أهداف التحالف في:

  • كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني واللاإنساني الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة لأكثر من 17 عاماً، والذي لم يخلق أزمة إنسانية مستمرة فحسب، بل حرم الفلسطينيين في غزة من حقهم في الصحة والسلامة وحرية التنقل، من بين حقوق الإنسان الأساسية الأخرى.
  • تثقيف الناس في جميع أنحاء العالم حول الحصار المفروض على غزة، والظروف غير الصالحة للعيش التي يفرضها، وحقيقة أن هذه المعاناة الإنسانية الهائلة ليست كارثة طبيعية، بل هي نتيجة لخيارات سياسية وعسكرية.
  • إدانة وفضح تواطؤ حكومات أخرى وجهات فاعلة عالمية في تمكين الحصار. 

هل هاجمت إسرائيل سفناً تابعة للتحالف سابقاً؟

في العام 2010 هاجمت إسرائيل سفينة "مافي مرمرة" التابعة للتحالف في المياه الدولية، بينما كانت تحمل على متنها نشطاء من دول عديدة ومساعدات إنسانية، ما أدى إلى مقتل 10 ناشطين أتراك وإصابة 60 من ركاب السفينة، التي صادرتها إسرائيل واعتقلت من فيها وصادرت المساعدات الإنسانية.

كما أوقفت القوات الإسرائيلية سفناً أخرى مماثلة وصعدت على متنها، دون وقوع خسائر في الأرواح.

وترفض إسرائيل منذ عقود السماح لأي سفينة مساعدات بالوصول إلى قطاع غزة.

أسطول الحرية
صورة أرشيفية لاستعدادات أسطول الحرية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة بعد الحرب على غزة/الأناضول

رفض إسرائيلي لدخول المساعدات

وترفض إسرائيل منذ بداية مارس/اذار الماضي إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بعدما رفضت المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

والخميس، قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في بيان: "القانون الدولي واضح لا لبس فيه: بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، يتعين على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية، لا يجوز أبداً استخدام المساعدات، ولا الأرواح التي تنقذها، كورقة مساومة".

وأضاف فليتشر أن "منع المساعدات يعني تجويع وقتل المدنيين، وتركهم دون دعم طبي أساسي، وتجّريدهم من الكرامة والأمل، وهو شكل قاسٍ من العقاب الجماعي".

وتابع: "الحركة الإنسانية مستقلة ومحايدة وغير متحيزة، نؤمن بأن كل المدنيين يستحقون الحماية على قدم المساواة".

وشدد: "سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح، رغم المخاطر. لكن، كما أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن الآلية الأخيرة التي اقترحتها السلطات الإسرائيلية لا تلبي الحد الأدنى من الالتزامات الإنسانية المبدئية التي تؤطر عملية توزيع المساعدات".

وأردف المسؤول الأممي: "نقول مجدداً للسلطات الإسرائيلية، ولكل من لا يزال قادراً على التأثير عليها: ارفعوا هذا الحصار الوحشي، ودعوا العاملين في المجال الإنساني يؤدون واجبهم في إنقاذ الأرواح".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق